أثر التقنية على التحديات التي تواجه التعليم العالي

يواجه التعليم العالي تحديات وتغييرات لم يسبق لها مثيل،حيث تقع الكليات والجامعات تحت ضغط شديد لتجعل التعليم في متناول الجميع، مع تحملها المسؤولية عن قياس نتائج الطلاب وتحسين معدلات نجاحهم.ومن هنا، تجد نفسها أمام هذه التحديات مقابل انخفاض معدلات الالتحاق الجامعي، ونقص التمويل، وارتفاع سقف توقعات الطلاب من المؤسسات الأكاديمية، بالإضافة إلى بدائل التعليم التقليدي التي تقدمها مؤسسات عالمية مثل edX و Coursera.يدرك قادة التعليم العالي أن الطريق الوحيد لعبور خضم هذه التحديات هو التوظيف الاستراتيجي والابتكاري للتقنية وتحليلات البيانات.

 وعلى وجه الخصوص، يبدو أمامنا ثلاثة اتجاهات:

لا مزيد من الأعذار – No More Excuses

نشرت مجلة إيديوكوز (  Educause) العالمية الشهيرة  مقابلة مع الدكتور مايكل كرو رئيس جامعة ولاية اريزونا ( ASU) المؤسسة الأكاديمية العملاقة على مستوى العالم – حيث استعرضت المقابلة الخلفيات الحقيقية التي ساعدت الدكتور كرو على تحقيق إنجازات حقيقية في الجامعة خلال فترة وجيزة من إدارته لها حيث تمكن من زيادة القبول بنسبة 30% وزادت نسبة التخرج الناجح بنسبة 51% فيما تحسنت قدرة الطلبة الجدد على تجاوز السنة الأولى بنسبة 84% وهذا كله بالمقارنة مع أرقام عام 2002 أي قبل قدوم الدكتور كور الى الجامعة.

قاد الدكتور كرو تحويل ASU  إلى مفهومه المعروف ب: الجامعة الامريكية الحديثة ( New American University)  كجامعة تضم أكثر البرامج الدراسية  تميزا و بكادر تربوي متميز أيضا ليدفع بمخرجات ايجابية للجامعة وليزيد من معدلات التخرج ومعدلات نجاح الطلبة لرفع مستوى الاقتصاد في الولاية عبر طلبة مؤهلين وأكفاء ليقودوا المراحل المتعاقبة للاقتصاد.

أهمية التقييم في تخطيط المستقبل الأكاديمي للطلاب

من أهم المبادئ التي تتعلق بنتائج تعلم الطلاب هو قيام مؤسسات التعليم العالي بتقديم مجموعة محددة من المهارات والكفاءات والسلوكيات التي يتعلمها كافة الطلاب الملتحقين بها قبل التخرج. ومن ثم، يتعين على مؤسسات التعليم العالي – من خلال اتباع أساليب مشروعة لقياس أداء الطلاب – تقييم ونشر درجات إحراز الطلاب لهذه النتائج.

وعلى الرغم من أن العديد من المؤسسات يتعين عليها تنفيذ هذا المبدأ بالكامل (خاصة فيما يتعلق بالتقييم الشامل للنتائج المؤسسية)، فإن هذه الفكرة أكثر من مجرد اقتراح. حيث أن كل هيئة من هيئات الاعتماد على المستوى الإقليمي تطلب من مؤسسات التعليم تحديد نتائج تعلم محددة، وإبراز الدليل على تقييم هذه النتائج باعتباره ممارسة معيارية.

التقنية والاستدامة في التعليم العالي

تأتي مؤسسات التعليم العالي في طليعة المؤسسات التي تتبنى مبادرات وممارسات الاستدامة، بدء من ترشيد استهلاك الطاقة إلى إنشاء بدائل صديقة للبيئة، لكن لا زال هناك قطاع واحد لم يلق القدر الكافي من الاهتمام:  الورق.

حيث يستهلك قطاع التعليم العالي قدرا كبير جدا من الورق. فجامعة كلارك Clark University – على سبيل المثال – استهلكت 1,238 رزمة ورق عام 2006 فقط.

ووفقا لمؤسسة Conservatree – وهي منظمة معنية بنشر المعلومات والإرشادات حول الاستخدام البيئي للورق – فإن هذه الكمية من الورق تعادل قطع 743 شجرة في هذا العام وحده. وهذا يدعو إلى التساؤل: كم شجرة تستهلك كل من جامعة UC Berkeley  أو Clemson ؟ ما هي كمية الحبر والمعادن النفيسة التي تستهلكها الجامعات لسد احتياجاتها من الأحبار، والطابعات، وماكينات تصوير المستندات، وغيرها من تجهيزات تخزين الورق؟